الجمعة، 12 ديسمبر 2025

متحف سيف وأدهم وانلي بالإسكندرية ضمن مبادرة "فرحانين بالمتحف الكبير ولسه متاحف مصر كتير"


الإسكندرية - فادى لبيب :  
أعلنت وزارة الثقافة عن دعوة موسّعة للجمهور لزيارة متحف سيف وأدهم وانلي بالإسكندرية، التابع لقطاع الفنون التشكيلية، وذلك ضمن فعاليات مبادرة "فرحانين بالمتحف الكبير .. ولسه متاحف مصر كتير" التي تُقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة ...

 بهدف التأكيد على أن الثراء المتحفي في مصر لا ينحصر في القاهرة والجيزة وحدهما، بل يمتد ليشمل كنوزاً فنية وتاريخية تغطي مختلف المحافظات.



مركز محمود سعيد … حاضن لثلاثة متاحف في قلب الإسكندرية

يقع متحف سيف وأدهم وانلي داخل مركز محمود سعيد للمتاحف بحي جناكليس، وهو مركز فني فريد يضم ثلاثة متاحف كبرى هي:

  • متحف محمود سعيد
  • متحف سيف وأدهم وانلي
  • متحف الفن الحديث


يشغل المركز مبنى القصر الذي كان يسكنه الفنان الرائد محمود سعيد في 6 شارع محمد باشا سعيد، بمساحة إجمالية تبلغ نحو 3000 متر مربع، منها 732 متراً مربعاً للمباني و2176 متراً مربعاً للفراغات الخارجية. أهدت أسرة الفنان القصر لوزارة الثقافة ليتم تطويره وتحويله إلى مركز ثقافي فني شامل.


تم افتتاح المركز لأول مرة في 17 أبريل 2000، ثم خضع لعمليات ترميم واسعة انتهت بإعادة افتتاحه رسميًا في 11 نوفمبر 2014، ليصبح أحد أهم مراكز الفنون التشكيلية في مصر.




سيف وأدهم وانلي … رائدا مدرسة الإسكندرية للفنون

يُعد الأخوان سيف وانلي وأدهم وانلي من أبرز أعلام الحركة الفنية السكندرية منذ الأربعينيات وحتى السبعينيات، وتميزا بقدرة كبيرة على التجديد، وبأسلوب يتسم بالحساسية وحرارة اللحظة، حيث برع كلاهما في رسم الاسكتشات السريعة وتصوير مشاهد المسرح والأوبرا والرقص والسيرك وفنون الأداء.




متحف ثري بالمقتنيات الفنية

يضم متحف سيف وأدهم وانلي 8 قاعات، منها 7 للعرض الدائم وقاعة واحدة للعرض المؤقت، ويقع المتحف في الطابق الثاني أعلى متحف محمود سعيد.

ويحتوي المتحف على العديد من المعروضات، أبرزها:

  • 90 لوحة أصلية من مقتنيات المتحف
  • لوحتان مستعارتان من متحف الفنون الجميلة
  • 33 اسكتشًا
  • 28 ميدالية
  • مفتاح الإسكندرية
  • متعلقات شخصية لسيف وانلي مثل: البايب، النظارة، ماكينة الحلاقة، سكين المعجون، الفرش، باليتات الألوان، والمكتبة الموسيقية


من بين اللوحات: 72 لوحة لسيف وانلي و20 لوحة لأدهم وانلي؛ بحكم أن سيف عاش عشرين عاماً بعد رحيل شقيقه فكان أغزر إنتاجاً.




سيف وانلي … فنان الأداء واللون

وُلد محمد سيف الدين إسماعيل وانلي في الإسكندرية في 31 مارس 1906 لأسرة أرستقراطية، ودرس في مدرسة حسن كامل التي أصبحت الجمعية الأهلية للفنون الجميلة عام 1929، ونال الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام 1976.


عمل أستاذًا للتصوير الزيتي بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية منذ تأسيسها عام 1957، وشغل منصب المستشار الفني لقصور الثقافة.

نال العديد من الجوائز، أبرزها:

  • جائزة الدولة التقديرية 1973
  • وسام العلوم والفنون والميدالية الذهبية 1974
  • مفتاح الإسكندرية 1959


انشغل سيف وانلي بتسجيل مشاهد السيرك والباليه والأوبرا والموسيقى وسباقات الخيل، وشارك في توثيق التراث النوبي، ورسم بورتريهات لشخصيات بارزة مثل جمال عبد الناصر، محمد إقبال، بدر شاكر السياب، جميل صدقي الزهاوي وغيرهم.


توفي في ستوكهولم في 15 فبراير 1979 أثناء الإعداد لمعرض حول المناظر الطبيعية الإسكندنافية.




أدهم وانلي … شاعر الحركة والضوء

وُلد إبراهيم أدهم وانلي في 25 فبراير 1908 بالإسكندرية، وتلقى تدريبه الفني مع شقيقه في مرسم الفنان الإيطالي أتورينو بيكي، ثم أسس معه مرسمًا مستقلًا عام 1935.


عمل مديرًا لمخزن الكتب بالمنطقة التعليمية وعضوًا في هيئة التدريس بكلية الفنون الجميلة منذ تأسيسها عام 1957 وحتى وفاته عام 1959.


تميّز أدهم بتسجيل مشاهد المسرح والباليه والسيرك، وبرع في رسم الكاريكاتير وتصوير الحياة اليومية بالإسكندرية، وعرض أعماله في مصر وأوروبا.




شهرة عبر الحدود … وتراث فني نابض

امتد تأثير الأخوين وانلي إلى العالم العربي وأوروبا، وأصبحا من أبرز رموز مدرسة الإسكندرية للفنون الحديثة. وكان الفنان محمود سعيد يعتبرهما كأبنائه، وقد رسم سيف بورتريهاً لأستاذه عام 1964.


ويضم المتحف العديد من أعمالهما، من بينها:

من أعمال سيف وانلي:

السيرك في الصباح، الشباك المغلق، «يا أمه القمر ع الباب»، العودة إلى النهر، قراءة الصحف في النوبة، عارية في الحديقة، الشتاء في وارسو، سيد درويش، زوربا، بحيرة في يوغسلافيا، الفنان والجيتار، باخ، بيتهوفن، موسيقى فاجنر، موسيقى تشايكوفسكي، جحيم دانتي، ضوء القمر، الفضاء، ظل امرأة في حديقة… وغيرها.


من أعمال أدهم وانلي:

سيدنا إبراهيم، الجوع، راقصة باليه، مصارعة الثيران، الثور في الحلبة، سنمضي سوياً إلى المعركة، الحصان المسحور، السلام، السيرك في الصباح… وغيرها.




متحف وانلي ورواية «المرايا» لنجيب محفوظ

قام سيف وانلي برسم لوحات لرواية "المرايا" عندما نُشرت مسلسلة في مجلة الإذاعة والتلفزيون عام 1971، وقد جاءت ملوّنة.


وقال نجيب محفوظ عن لوحات وانلي إنها "تجمع بين عالم الكاتب وفضاء الرسام"، معتبرًا أن الفنان استطاع ترجمة شخصيات الرواية بألوان تحاكي أعماقها وتقلباتها.

ويضيف محفوظ:
"لقد قرأ سيف وانلي شخصياتي ولكنه رسم كائنات تجمع بين عالم الكاتب وفضاء الرسام، وكأنه كان يستمد الإلهام من نبعين، أحدهما مزدحم جارف مثل حارة القاهرة، وثانيهما صاف وخلاب كبحر الإسكندرية في الصيف".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق