بقلم/ مهندس حسام محرم *
سياسي ونقابي مصري والمستشار الأسبق لوزير البيئة
يشير مصطلح جيل زد (Generation Z) إلى الأفراد المولودين تقريباً بين عامي 1997 و 2012١، فهم أول جيل يُصنف على أنه "جيل رقمي" خالص ...
وقد أكسبتهم هذه النشأة مهارات تقنية عالية ووعياً عالمياً. ومع ذلك، فهم معرضون لمخاطر غير مسبوقة، تجسدت علاماتها في أحداث المغرب الأخيرة، حيث برز هذا الجيل كقوة للتعبئة والتأثر عبر الفضاء الرقمي، ما يثير تساؤلات حول استغلال طاقاتهم في سياق مخططات دولية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وتقسيم دوله إلي دويلات تخضع لنفوذ الكيان الصهيوني وحلفاءه.
وقد أكسبتهم هذه النشأة مهارات تقنية عالية ووعياً عالمياً. ومع ذلك، فهم معرضون لمخاطر غير مسبوقة، تجسدت علاماتها في أحداث المغرب الأخيرة، حيث برز هذا الجيل كقوة للتعبئة والتأثر عبر الفضاء الرقمي، ما يثير تساؤلات حول استغلال طاقاتهم في سياق مخططات دولية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وتقسيم دوله إلي دويلات تخضع لنفوذ الكيان الصهيوني وحلفاءه.
يتميز جيل "Z" العربي بأنه نشأ في بيئة تكنولوجية متقدمة، ويختلف سلوكيا وأخلاقيا وثقافيا عن الأجيال السابقة، لكن هذه السمات تترافق مع تحديات داخلية جعلتهم مطمعا للإستخدام من جانب أطراف لا تريد خيرا بنا، وأهمها السمات الٱتية :
# بيئة أسرية مضطربة حيث نشأ هذا الجيل في ظل ارتفاع ملحوظ في معدلات الطلاق والتفكك الأسري، مما أضعف دور الأسرة كحاضنة أولى لهذا الجيل.
# أزمة الثقة حيث يميل هذا الجيل وسابقيه إلي الشك الكبير في الروايات الرسمية الصادرة من المؤسسات التقليدية (المسئولة عن جزء من هذه الظاهرة) معتمداً على مصادر المعلومات المفتوحة وغير الرسمية.
# الفساد والتفاوت الكبير حيث يتفاقم شعور الإحباط لدي هذا الجيل وسابقيه بسبب ما يراه من فساد واسع وتفاوتات طبقية هائلة، حيث تلتهم قلة عوائد التنمية وتتراكم بعض الثروات بشكل غير عادل وغير شفاف.
#الظلم : حيث يستشعر هذا الجيل الإحباط من شيوع المظالم في مناحي اليومية التي تنشأ بسبب استبداد فئات أو أفراد تستغل المناخ العام في ممارسة القهر والتسلط والظلم واستغلال النفوذ.
وقد تجلت كل هذه السمات في الرغبة الجامحة في التدمير في أحداث المغرب بدلا من التعبير السلمي عن الاحتجاج علي مظاهر الخلل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
وقد ساهمت هذه الإحباطات في الحالة المغربية وغيرها في خلق بيئة خصبة للاستغلال الخارجي لغضب جيل زد Z في إطار ما يُعرف بـ حروب الجيل الرابع (4GW) والجيل الخامس (5GW) والتي تستهدف تدمير الدولة والمجتمع من الداخل عبر توظيف الشباب بشكل سلبي في تدمير مؤسسات الدولة والمجتمع وضرب الإستقرار للضغط علي الحالة الوطنية وخلق سيولة تسهم في إعادة تشكيل المشهد في المنطقة وتقسيم المقسم وصولا إلي كيانات صغيرة متناحرة تحت الهيمنة الدولية والصهيونية. ويتم ذلك من خلال أنشطة مخابراتية من بينها :
# التلاعب المعلوماتي الخوارزمي لتضخيم السلبيات وإفتعال مشكلات إضافية غير حقيقية،
# كما يتم محاولة استغلال قدرات هذا الجيل في التعبئة السريعة كما حدث في أحداث المغرب لتنفيذ حركات احتجاجية عشوائية وفوضوية تخريبية بدلا من التعبير المنضبط كما حدث في ثورة المغرب ٢٠١١ التي كانت الأفضل علي الإطلاق بين كل ثورات الربيع العربي ٢٠١١.
مقالات رأى لـ المهندس حسام محرم :
@ تخطيط موازنة الأسرة المصرية .. الطريق إلي أنسنة التخطيط الاقتصادي (1)
@ تغير المناخ يهدد الاقتصاد العالمي بخسائر سنوية تقدر بالتريليونات
@ المهندس حسام محرم يدعو لإعداد خطة تعبئة صناعية تطبق عند الحروب والكوارث
العدالة الشاملة هي مدخل الإنقاذ
ان النقد لجيل "Z" ينصب علي أسلوب التعبير ولا ينسحب علي حقه في الاحتجاج السلمي علي أوجه الظلم والفساد وضعف مؤشرات العدالة الاجتماعية وغيرها من مظاهر الخلل في المجتمعات العربية، وهو ما يستدعي إدخال إصلاحات هيكلية جذرية تنزع دوافع السخط والغضب والتمرد التخريبي حتي لا يستغله اللئام لتدمير مستقبل شعوب المنطقة بأياديها، وعليه فإن الركائز الأساسية لروشتة الإصلاح تتمثل في الٱتي :
# مواجهة الفساد والجريمة المنظمة التي تشوه مسارات التنمية والقضاء عليها قدر الإمكان.
# توفير الخدمات الأساسية لكافة الفئات .. علي أن تكون مجانا في بعض القطاعات مثل التعليم والرعاية الصحية والسكن وخدمات النقل الجماعي وبجودة لائقة .. وعلي أن تكون بتعريفة ميسرة في خدمات أخري مثل الكهرباء والمياه لتحفيز المواطنين علي ترشيد استهلاكاتها.
# تحسين معدلات الأجور بما يتناسب مع التضخم.
# خفض هوامش الربح "الإجرامي" في السلع، والخدمات من خلال وضع حدود بهامش الربح تكون استرشادية في البداية ثم إلزامية لاحقا متي توافرت القدرة علي تطبيق ذلك، حيث أن هوامش الربح المبالغ فيها تلتهم عائدات التنمية لصالح قلة يغلب عليها الإحتكار والفساد والجشع في كافة مجالات السلع والخدمات والقطاع العقاري وغيرها.
# توحيد نظم الأجور علي المستوي القومي في كافة القطاعات الحكومية تحقيقا للعدالة
# محاربة المظالم في المجتمع من خلال كبح جماع الفئات والأفراد الذين يمارسون التسلط واستغلال النفوذ والظلم والقهر بكافة صوره وفي كافة القطاعات والمجالات.
# توحيد كافة النظم التكافلية وفي مقدمتها نظم التأمين الصحي والمعاشات ومكافٱت نهاية الخدمة للعاملين في الدولة والقطاع الخاص من خلال توحيد ودمج الصناديق الخاصة بذلك بدلا من تعدد النظم بشكل غير عادل حاليا.
# إصلاحات اقتصادية داعمة للأسرة تستهدف الارتقاء بموازنة الأسرة المصرية (كما أشرت لذلك في مقالات سابقة).
# تعزيز الدعم العيني للفئات الفقيرة ومعدومة الدخل.
# الدعوة إلي مناقشة هذه القضايا من خلال مسارات الحوار الوطني الذي توقف الحديث عنه مؤخرا للإنشغال بقضايا خارجية.
ويمكن الخلاص من هذه المخاطر في تحويل جيل "Z" من هدف وأداة لأعدائنا في الحروب الحديثة علي وعي وإرادة الشعوب ... إلى قوة تغيير إيجابية تبني وطناً يسود فيه العدل والإنصاف.
********
تعريف بالكاتب : المهندس حسام محرم
- سياسي ونقابي مصري يتمتع بخبرة طويلة في العمل العام والمجتمعي.
- شغل منصب المستشار الأسبق لوزير البيئة، حيث ساهم في صياغة السياسات البيئية وتطوير الأداء المؤسسي بالوزارة.
- بدأ مسيرته في العمل الحزبي عام 1999، وله إسهامات بارزة في القضايا الوطنية المتعلقة بالصناعة والبيئة.
- يشغل عضوية لجنة البيئة بنقابة المهندسين، ويُعد من الأصوات المهنية الفاعلة في هذا المجال.
- تولى سابقًا منصب الأمين العام المساعد لنقابة العاملين في وزارة البيئة .
- متخصص في قضايا الصناعة والبيئة والجودة، وله رؤى ومقالات في التكامل بين التنمية المستدامة والحوكمة البيئية.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق