القاهرة – فادى لبيب : تصاعدت خلال الأيام الماضية الدعوات الشعبية والرسمية داخل مصر وخارجها للمطالبة بمنح الرئيس عبد الفتاح السيسي جائزة نوبل للسلام، تقديرًا لجهوده البارزة في دعم الاستقرار الإقليمي، والتصدي للتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة في قطاع غزة ...
"رجل السلام الأول"
عبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن دعمهم الكامل لترشيح الرئيس السيسي للجائزة، مؤكدين أن "حتى لو لم تُمنح له رسميًا، فإنه في نظر الشعب المصري والعربي أصبح رجل السلام الأول"، لما أبداه من ثبات دبلوماسي في رفض تهجير الفلسطينيين، وحرصه على إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر.
إشادات إعلامية وتحركات رسمية
الإعلامي أحمد موسى انتقد بشدة اختيارات لجنة نوبل هذا العام، معتبرًا أن "الجائزة تُمنح أحيانًا لمن لا علاقة لهم بصناعة السلام"، وقال إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان يستحقها هذا العام، بينما يستحق الرئيس السيسي نوبل للسلام في 2026 لما قدمه من جهود ملموسة في وقف الحرب في غزة، ومنع التهجير، والدفع نحو الحلول السياسية".
كما أكد النائب خالد القط، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، أن الرئيس السيسي يستحق الجائزة "تقديرًا لدوره في التوصل إلى اتفاق تاريخي بين حماس وإسرائيل"، مشيرًا إلى أن "حضور زعماء العالم لمؤتمر شرم الشيخ هو شهادة للدبلوماسية المصرية".
دعم من الحزب الجمهوري الأمريكي
في تحرك مفاجئ لفت الأنظار دوليًا، دعا مالك فرنسيس، العضو البارز في الحزب الجمهوري الأمريكي، إلى منح الرئيس السيسي جائزة نوبل للسلام، واصفًا جهوده في مفاوضات وقف الحرب بغزة بأنها "حاسمة ومؤثرة".
وفي تصريحات لفضائية "القاهرة الإخبارية"، أوضح فرنسيس أن "الرئيس السيسي لم يعمل من أجل مكاسب سياسية، بل من أجل سلام حقيقي"، مشددًا على ثلاث نقاط أساسية تجعل منه "المرشح الأجدر" بالجائزة:
- منع التهجير القسري لسكان غزة.
- ضمان تدفق المساعدات الإنسانية للمدنيين.
- تحقيق اختراق دبلوماسي قاد إلى اتفاق وقف إطلاق النار برؤية استراتيجية طويلة المدى.
جهود إقليمية برعاية مصرية
بحسب المسؤول الأمريكي، فإن خطة السلام التي تم التوصل إليها جاءت برعاية مشتركة بين مصر، وقطر، والولايات المتحدة، وهي تتماشى مع مبادرة السلام السابقة التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وفي تصريحات له من مدينة شرم الشيخ، وصف الرئيس السيسي الاتفاق بأنه "انتصار لإرادة السلام على منطق الحرب"، مؤكدًا أن مصر ستظل داعمًا رئيسيًا لحل الدولتين، ورافضًا لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.
هل تُنصف نوبل جهود السلام الحقيقية؟
تثير هذه الدعوات تساؤلات جديدة حول مدى حيادية ومصداقية جائزة نوبل للسلام، خاصة مع اتهامات بعض الإعلاميين والخبراء بتسييس قرارات اللجنة، وتجاهل شخصيات لعبت دورًا مباشرًا وملموسًا في وقف نزاعات دامية.
في السياق ذاته، تساءلت الإعلامية عائشة الرشيد عن كيفية تجاهل شخصيات مثل السيسي، رغم جهوده المثبتة، فيما يُطرح اسم ترامب الذي "ارتبط بسياسات ساهمت في تأجيج الأوضاع في غزة، وليس تهدئتها"، على حد وصفها.
وفي ظل الوضع الإقليمي المتأزم، تظل مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، طرفًا أساسيًا في محاولات إرساء السلام، وسط إشادات متكررة بدورها المحوري من جهات دولية وإقليمية. وبينما يتزايد الزخم حول من يستحق نوبل فعلًا، تبرز مصر كدولة "صوت الحكمة" في منطقة تموج بالصراعات.
فهل تستجيب لجنة نوبل للنداءات المتكررة وتنصف من يسعى فعليًا لصناعة السلام لا المتاجرة به؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق