برحيل أستاذي ومعلمي الإعلامي الكبير عاطف كامل، بفتكر أول يوم شجعني فيه، وأول كلمة آمن بيا فيها .. الحقيقة لولاه ما كنتش هبقى موجود في المجال الإعلامي. هو صاحب الفضل الأكبر عليّا وعلى جيل كبير من المُعدين والمذيعين والفنيين والمخرجين وغيرهم ، فتح لنا الطريق، وعلّمنا إن الإعلام رسالة وضمير قبل ما يكون مجرد مهنة ...
تعلمت بواسطته الكثير : هندسة البث التليفزيوني – التنفيذ على الهواء – عمل الخريطة البرامجية – الـ Identity Branding لمحطات التليفزيون – معنى الـ Style Book للمذيع – التغطيات الإعلامية وغيرها الكثير. كان دائمًا فخورًا بيا، وكنت دائمًا فخورًا إنه الأستاذ والمعلّم.
أستاذ عاطف كامل لم يكن مجرد إعلامي، بل كان مدرسة متكاملة. قائد مُلهِم بفكر واسع ورؤية بعيدة، أسس قناة CTV القبطية الأرثوذكسية التي وُلدت عملاقة على يديه وبفكره، وأبتكر ورفع شعارها الخالد: “ربنا موجود” .
كان مميزًا بقدرته العجيبة على اكتشاف الأشخاص المميزين، وبإبداعه الذي لا يتوقف وأفكاره خارج الصندوق. امتلك موهبة نادرة في أن يجعل جميع “تروس” المنظومة تعمل بمحبة أولًا، لتخرج في النهاية أعمالًا احترافية تصل إلى الجميع بنفس الروح.
على يديه وعلى مدار شهور كثيرة من التحضير والتعب والسهر فسعى كثيرًا جدًا لأخذ الترددات ومقابلة العديد من الشركات والمهندسين حتى أستقر على أحد الشركات التقنية التي تساعده على البث التي يرأسها المهندس محمد خفاجا الذي أسر أنه يخرجه معه في البث التجريبي على الهواء مباشرة لشكره وليثبت أمام العالم أننا نسيج واحد دائمًا وأبدًا.
وخرجت للنور عشرات البرامج التي ما زالت منارات لهذا اليوم مثل: جولة قبطية – قراءات يومية – كل يوم كنيسة – طقسيات – منهج حياة – نبض الكرازة – شباب على طول – ليها حل – آبائيات – روحانية التسبيح – برنامج “حقق حلمك” – كريسماس طايو – التغطية التاريخية لزيارة قداسة البابا شنوده الثالث لصعيد مصر – كنوز لا تفنى – ملايكة المذود .. وغيرهم كثير.
وفي آخر جلسة له هذا الأسبوع، كان ممتلئًا بالحيوية، متحمسًا لفكرة Podcast جديد مختلف عما يقدمه الآخرون. جلسنا لساعات طويلة نتحدث في التفاصيل : التقنية، والإخراجية، والتسويقية، واتفقنا أن نلتقي "الجمعة القادمة" لاستكمال الرؤية. لكن أمر الله قد نفذ، وعاد إلى بيته السماوي.
رحل أستاذي، لكن كل نجاح ليا هو امتداد لإرثه .. عزاءً لنا ولكل تلاميذه ومحبيه وجمهوره .. وإلى أن نلتقي . 🥲
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق