الجمعة، 6 مارس 2020

( وفي عينيك ) .. بقلم/ نهاد المرشدي




وفي عينيك بريقٌ
وفي عينيك شعاع

وفي عينيك أسهما
ترمى برمشيك ٌ
     فتخترق الوجدان ....
وفي عينيك
نظرااااتٌ
ترتجف لها اﻷبدان

وفي عينيك
بحوراً
تُطفئ نار الحشى
من لهيب الشوق والحرمان

وفي عينيك
لغةً خاصة
ﻻيفهمها سوى قلبٍ حيران

وفي عينيك
حنينٌ وحنان

وفي عينيك
برٌ وأمان

وفي عينيك
رحيلٌ وترحال

وفي عينيك
سحر حﻻل

وفي عينيك
حياةٌ
ملمسها حرير

وفي عينيك
براق وعناااااااااااق
وكل التفاصيل

فغني لى
بثغر الناي أغنية

بها يموت الشوق غيرةً
من دفء العنااااق

بقلم
نهاد المرشدي

هذا وقد
 قال الشاعر والكاتب والناقد اﻷدبي الدكتور عرفات عفيف تحليلاً لكلمات قصيدة  " وفي عينيك " قائلاً : من عنوان النص يتجلى لنا إدراك واعي في ذات الشاعرة - حيث أنها بدأت عنوانها الموسوم ، بذلك المرفأ الآمن - عيني ذلك الرجل المقصود في مطلع القصيدة .

ومن يتأمل للعنوان - ويتمعن فيه يُدرك تجلي واقعي - وانجذاب الشاعرية  نحو الواقعية - حيث العيون هي مرفئ الحقيقة ( وهي مرآة القلب - ) ، وكأن الشاعرة تريد توصيف مدى عتمة هذه الحياة المظلمة التي هى كل ما فيها حالك ، ماعدى تلك العينان الدريتان التي تستلهم منهما النور الوهاج ، والبريق اللامع الذي يتغامز بألوانه الباهضة .

ثم نجد الشاعرة في البيت الثاني  تنتقل من حالة إستلهام الضياء و النور من تلك العينان النضاحتان ضوءاً وشعاعاً أبديا إلى حالة التسلح بالعاطفة الأنثوية التي ما إن تصفو لها رؤية الإخلاص والحب الصادق في فارسها الأبدي - ما إن تكون صدراً عريضاً يستوعب تلك النظرات الثاقبة التي تخترق الحواجز العاطفية والوجدانية في ذات الأنثى .. ويالهذا التخاطر الشاعري عندما تشبه الشاعرة تلك النظرات بأنها تيار كهربائي - تفوق سرعته السيالات العصبية البصرية ؛ بمجرد النظر اليها .. فيتم استحثاث لا إرادي للعضلات التي في الجسم فيصيبها حالة الإرتعاش - وذلك يعكس لنا جمال قلبها ومدى ارتباطها العاطفي مع من تحب .

وليس بعيداً على أنثى تحترق شوقاً وأحشائها تلتهب من أثر ذلك الفراق الذي يتقد في ذاتها الأدبية - فشبهت ذلك البريق اللامع الذي يتدفق من عينا حبيبها بأنها بحوراً باردة وعميقة - وأنها مهما تغوص في تلك العيون فإنها ستتخلص من تلك النيران التي سيخمدها الغرق الدافئ في بحوراً أبدية  .. وكل اللغات هي نظرة تحتوي بطياتها دلالات عاطفية تكفينا للتزود بها طيلة حياتتا .. وكأن تلك العينان شمساً دافئة وقمراً منيراً .. وهذا هو حالة من يتصوف بالعشق الأبدي ..
وبعد استرسال طويل - لفت انتباهي - ذلك التوصيف العميق " وهو طلبها "  :

فغني لي
بثغر الناي أغنية

بها يموت الشوق غيرةً
من دفء العناق

وهنا استرجاء واستعطاف رومانسي عميق -  يوصف لنا مدى ذلك الإشتياق الذاتي واللهفة العاطفية لتلك البحور التي ما إن أصبحت غمامة وتجلت في أحضان مؤنسة ..  فإن ذلك التصحر سيصبح ربيعاً باسماً .. وكأن للشاعرة امتزاجا ًشعوريا مع الموسيقى وخصوصا ثغر الناي الذي يدلل على رئة الحبيب - التي ستتنفس منها قطرات الندى ذات عناق قريب .

وأختتم الدكتور عرفات عفيف  قائلاً : وما إن يعزفا سيمفونيتهما بذلك الثغر المعتق - سرعان ما تخمد النيران الملتهبة - وذلك الجحيم الوقاد - وسرعان ما تندمل شروخ الذات والجروح المؤلمة التي لازال  الشوق ينخرها بمخالبه الشعثاء ويرديها محض جرحٍ خاوٍ يستنجد اللقاء ويفر إلى ملجئٍ من عناقٍ شديد جميل .. ونشكر التقدم العميق في ذات الشاعرة ونأمل منها رؤية المزيد والأكثر والأجمل على الدوام .... المهندسة / نهاد المرشدي  
تمنياتي لكى بالسمو والمجد القريب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق