الشاعر والكاتب الصحفى حزين عمر |
ثــورة
30 يونيــــــه .. نجحــت في تغييــــــــر الشعب للأفضـــــــــــــــل
في إطار
التوجه الوطني الذي يسير عليه ( صالون حزين عمر الثقافي ) ناقش الصالون قضية ( الإعتدال
في مواجهة التطرف) ،مؤكدا علي التفريق بين التطرف والإرهاب ..فالتطرف مجموعة من الأوهام
والإعتقادات الخاطئة التي يتعصب لها بعض المواطنين قليلي الوعي ، وتدفعهم لكراهية كل
من يختلفون معهم في رؤاهم الوهمية والخاطئة هذه ، بدافع ديني وأيديولوجي ..وهذا الستار
الديني قد يدفع المتطرف إلي محاولة فرض رؤيته بالقوة علي الآخرين مستخدما السلاح وسائر
أشكال العنف ، وحينها يتحول من متطرف إلي إرهابي ...
أكد
المتحدثون في الصالون أن مواجهة الإرهاب شأن عسكري وأمني ، وقد نجحت فيه القوات المسلحة
والشرطة بامتياز ، ويقدمون كل يوم شهداء من أجل الوطن ..أما مواجهة التطرف فهي شأن
فكري عقلي ينبغي أن يؤديه المفكرون والمثقفون ، لا الجيش والشرطة .
وفي
بدء الصالون وقف المشاركون دقيقة حداد علي أرواح شهداء القوات المسلحة والشرطة الذين
فاضت ارواحهم في ميادين القتال ضد الإرهاب ومن وراءه من دول وأجهزة معادية
_ضيوف
الصالون الأساتذة المفكرون الكبار : فريدة النقاش ود.ابراهيم نصر الدين والسفير محمد
العشماوي والمفكر السياسي سامي الزقم والقس بولا فؤاد والمفكر الإسلامي عبد الغني هندي
، تطرقوا لمفهوم التطرف ، المختلف عن الإرهاب ، وأعادوا جذوره إلي عشرينيات القرن الماضي
، وتحديدا مع إنشاء المخابرات الانجليزية لتنظيم الإخوان الإرهابي ، وإسناد رئاسته
لحسن عبد الرحمن الساعاتي الشهير بحسن البنا ـ انتسابا للماسونية العالمية ـ ومن هذا
التنظيم نشأت كل الجماعات الإرهابية التي انتشرت في الوطن العربي والعالم الإسلامي
، بدعم من الغرب ليستخدمها كوسيلة ضغط علي الدول العربية وابتزازها وتمزيقها من الداخل
..وربط د.ابراهيم نصر الدين بين نشأة الإخوان في مصر عام 1928 ونشأة ( الإخوان الافريكانز
) قبلهم عام 1918ثم الكيان الصهيوني في فلسطين عام 1948..وذكر أن الايديولوجية واحدة
بين هذه الكيانات الثلاثة وبين المحافل الماسونية العالمية : وكذلك في الهيكل الإداري
والرموز .
ورأت
فريدة النقاش أن البيئة المصرية لا يمكن أن تكون حاضنة للتطرف والتوحش والبداوة ، بحكم
اعتدال المزاج المصري ، بناء علي التوسط الجغرافي والعمق الحضاري والتاريخي لمصر..فهي
أرض حاضنة للاعتدال دائما ..وذكر القس بولا فؤاد أن التطرف موجود في كل الاديان ..وقديما
بدأ مع اليهود الذين كان السيد المسيح يحارب نفاقهم ورياءهم ..ونحن في حاجة إلي الاعتدال
بمعني التوافق والانسجام بين ابناء الشعب والوطن وعدم التعصب لفكرة أو موقف ..ولذا
فقد كان الرئيس عبد الفتاح السيسي موفقا حين تحدث عن ( تصويب ) لا تجديد الخطاب الديني
..لان التجديد قد يظنه البعض انحرافا عن الدين ..والاعتدال هو أساس بناء الوطن ، فإذا
لم يعتدل الإنسان بالعقل والحوار فرض عليه هذا بالقانون ..ومن ادوات مواجهة مواجهة
التطرف ونشر الاعتدال التعليم الذي أصبح مترهلا ، والإعلام وضرورة أن يوجه لنشر الوعي
والمفاهيم الوطنية .
وأكد
السفير محمد العشماوي أن كثيرا من معاناتنا مع التطرف يعود إلي تغييب دور الازهر الشريف
، وهو قادر علي تصويب الخطاب الديني ، ومعه كذلك قطاع مهم قادر علي نشر الاعتدال هو
التصوف والطرق الصوفية الصحيحة ، بعد انتشار الوهابية خلال العقود الماضية ، وما حملته
من تفتيت للمجتمع وإقصاء بعض فئاته.
وذكر
عبد الغني هندي أن الاعتدال والوسطية طبيعة مصرية ، بحكم موقع مصر الجغرافي والذي يتوسطه
النيل فيشقها إلي نصفين ..وكانت الوسطية هذه ما أكد عليه المفكر الراحل جمال حمدان
..والازهر هو التجسيد لفكرة الوسطية هذه ..أما التطرف فقد يكون بالتشدد أو بالتحلل
.
المفكر
سامي الزقم ذكر أن دعاوي التحول الديمقراطي القائم علي فكرة الأحزاب أمر غير واقعي
في مجتمعنا الذي يخلو من الأحزاب المؤثرة ذات الشعبية علي الأرض ..والبديل لها تمثيلا
لكل فئات الشعب هي النقابات المهنية والنوادي الاجتماعية ، وهي تضم معظم المواطنين
..ومن زرع التطرف والارهاب لدينا هو الغرب الذي يدعي محاربته الآن !! .وقد نال التطرف
فرصة وحظوة في عهد كل من السادات الذي اطلق لهم العنان ليحارب بهم المثقفين واليسار
المصري ، ثم في عهد مرسي المنتمي لهم ..أما الفصيل الآخر الذي لايقل خطورة في تطرفه
عن الإخوان فهو الفصيل الوهابي (السلفي) الذي يجلس متربصا لانتهاز فرصة الانقضاض علي
الوطن !
المشاركون
في صالون حزين عمر الثقافي أكدوا أن التطرف ظل يسري في جسد الوطن بدافع الاحتياج الاقتصادي
والاجتماعي والديني ، في غياب الدولة ودورها ..حتي تمكن من استغلال هذا الاحتياج لاحتواء
قطاعات من الشعب ، ثم تحول الاحتواء إلي تجنيد مباشر لبعضهم في محاربة الدولة ومحاولة
إسقاطها ..وكثيرا ما كانت الدولة تغازل تيارات التطرف هذه ، وتفتح لها أبواب الاقتصاد
ووالمحليات والتعليم والثقافة والجامعات ، حتي وصل الأمر إلي احتلالهم 88 مقعدا في
برلمان 2005..وهو ما زادهم تغلغلا وتوحشا في سائر مؤسسات الدولة وخاصة التعليم والثقافة
والإعلام والجامعات ..وهي نفس المؤسسات التي تعد أدوات في يد الدولة لنشر الوعي والاستنارة
ومحاربة التطرف ..لكنها للاسف أصبحت أدوات معطلة ، إن لم تكن متواطئة !! وقد جاءت ثورة
30 يونيه لإزاحة هذا الركام من التطرف الموروث منذ عقود ..ومما يحمد لهذه الثورة القدرة
علي تغيير المواطن نفسه وتحويله إلي مواطن فاعل وإيجابي ، باستثناء الفئة القليلة من
المتطرفين الهدامين المشككين ..ومواجهتهم لا تتم غلا من خلال المثقفين والعلماء ..لان
القانون لا يمكنه التعامل معهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق