السبت، 2 مايو 2020

مسلسل الإختيار .. وأبطال حرب أكتوبر .. ورجاء إلى الرئيس السيسي

بقلم / محمود سعد دياب
بمناسبة الكلام عن مسلسل الاختيار الصراحة أنا لن أزيد على من سبقوني في حق المسلسل وروعة أداء الممثلين فيه والمجهود المبذول في الإنتاج والتصوير والرسائل الضمنية التي يتضمنها ...


أريد أن أسجله إن دي أول مرة مصر تعرف تعمل عمل درامي محترم يجسد بطولات الجيش المصري الباسل اللي اتظلم في عهد مبارك ولم تخرج أفلام أو مسلسلات عن بطولات حرب أكتوبر المجيدة أو حرب الاستنزاف واختصرت الحرب في الضربة الجوية الأولى وكأن مصر انتصرت في الحرب بضربة جوية كان قائدها خلف الخطوط يوجه الطيارين الأبطال ...


طول عمري بشوف السينما الأمريكية بتقدم صورة غير حقيقية مضخمة ومهولة ومزيفة للجندي الأمريكي لدرجة إنها قدرت توصل الرعب للعالم كله بداية من الأطفال زي شخصيات سوبرمان وباتمان وغيرها حتى الشباب حروب الخيال العلمي والفضاء وكبار السن أيضًا لدرجة أنها صورت لنا أنها تستطيع أن تحارب نيابة عن الكوكب ضد المخلوقات الفضائية الغريبة.. وعلى فكرة الفلوس اللي اتصرفت على الأفلام والأعمال دي لم تذهب سدى إنما قامت بدور حرب نفسية قوية ضد كل دول العالم بحيث عندما يصل الجيش الأمريكي لأي مكان يكون الجيش المعادي مهزوم نفسيًا قبل المواجهة الحقيقية بفعل السينما الأمريكية والشخصيات الكارتونية والخيالية التي صورت للعقل الباطن لأي شخص أن ما من أحد يستطيع هزيمة أمريكا .. تلك الخدعة نجحت بها أمريكا في القيام بدور شرطي العالم على مدار أكثر من 70 عامًا منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها حتى الآن، وجعلتها تغزو دول كثيرة وتحتكر مقدرات دول أخرى وتثير البلبلة والفوضى.

من وأنا صغير كان نفسي أشوف عمل درامي أو سينمائي مصري يجسد بطولات حرب أكتوبر اللي بيفتخر بيها أي عربي أو مسلم أو حتى مواطن حر مؤمن بالإنسانية والعدالة.. الحرب اللي تعرض فيها جيش العدو الصهيوني للذل والمهانة وفقد بسببها لقبه المعروف "الجيش الذي لا يقهر" .. لكن للأسف لم يكن أمامنا غير "الرصاصة لا تزال في جيبي" وفيلمين أخرين على الأكثر ترصد أحداث هامشية حدثت في الحرب في حياة جندي شارك في المعركة أو مواطن راح إبنه ضحية جريمة ضرب مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية.. في تجاهل متعمد لقيادات وأبطال شاركوا في الحرب .. وكنت أمر يوميًا على تمثال المشير عبد الغني الجمسي على مدخل قريته "البتانون" المجاورة لقريتنا بمركز شبين الكوم بالمنوفية وأتساءل: لماذا تم تجاهل هذا الرجل ودفن ما قدمه للوطن من خدمات مع تحت الثرى.. كيف والعالم يعتبره من أبرع 50 قيادة عسكرية في التاريخ فقد شغل منصب رئيس هيئة العمليات خلال حرب أكتوبر ثم رئيس أركان بعد انسحاب الفريق سعد الدين الشاذلي الذي ظلم أيضًا في عهدي السادات ومبارك، وبخلاف الجمسي والشاذلي هناك عشرات بل مئات الأبطال المصريين الذي يستحقون أن تكتب أسمائهم بأحرف من نور تخليدًا لذكراهم.

قد يكون مسلسل الإختيار مجرد بداية وأتمنى من الدولة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي أن نعيد لأبطال حرب أكتوبر حقهم بعدما رحل عن دنيانا معظمهم بسبب كبر السن وأمراض الشيخوخة.. وأرى أن مجموعة 73 مؤرخين المجموعة 73 مؤرخين - الجروب الرسمي فيها مجموعة شباب وطنيين يحبون بلدهم حملوا على عاتقهم منذ رحيل مبارك تدوين كل بطولات الجيش المصري خلال حروبه المتعددة على مر التاريخ لماذا لا يتم الاستعانة بهؤلاء الشباب في توثيق وإنتاج أعمال درامية جديدة عن أبطال الجيش المصري سواء الشهداء من قدموا أرواحهم فداءًا للوطن أو من قدموا بطولات وخدمات جليلة.

يا سيادة الرئيس إن تلك الأعمال ليس من شأنها أن تعيد الريادة في السينما والدراما العربية إلى مصر فقط لكنها تزرع داخل كل مصري روح الانتماء وحب الوطن خصوصًا الأطفال والأجيال الجديدة.. وأيضًا من شأنها أن تحدث طفرة في السينما والدراما المصرية التي تراجع دورها لصالح نظيرتها التركية والهندية التي ملأت فراغ كانت مصر تشغله لمدة خمسة قرون متتالية.

لكن بكل تأكيد مسلسلي الاختيار والنهاية جعلاني أشعر بفخر واعتزاز بمصر وجيشها في حين أن دولة عربية أنتجت وسوقت لمسلسل يروج لفكرة التطبيع مع العدو الصهيوني من خلال سرد حكاية قد تكون صحيحة عن عائلة يهودية كانت تعيش في تلك الدولة الخليجية.. وأعتقد أن ده أقوى رد على من يزايد على دور مصر التاريخي في القضية الفلسطينية حيث تؤكد مصر بكامل أجهزتها دومًا أن إسرائيل عدو وسوف يظل عدو ولعل ذلك كان واضحًا في حديث الرئيس السيسي عن حروب الجيلين الرابع والخامس نهاية العام الماضي خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق