المنصورة - فادى لبيب : في زاوية هادئة من شارع بورسعيد، يقف متحف المنصورة القومي، كشاهد علي معركة لن ينساها العالم، هناك حيث توقّف التاريخ ليرصد انتصار الشعب المصري ...
تحوّل بيت مصري قديم " دار ابن لقمان" نسبة إلى قاضي المدينة في عام 1219 ميلاديًا، وهو فخر الدين ابن لقمان إلى مسرح لأكبر مشاهد الدراما التاريخية التي ما كان ليتخيلها أحد ثم متحف لايشبهه مكان على الأرض .
عند دخولك من الباب الخشبي الضخم … ستشعر كأنّك عدت قرنًا كاملاً من الزمان ، وستجد نفسك عند باب صغير لا يتجاوز طوله الأربعين سنتيمترًا، صنع خصيصًا ليُجبر ملك فرنسا لويس التاسع – قائد الحملة الصليبية السابعة – على الانحناء .. ودخول الدار أسيرًا ذليلًا.
كل خطوة داخل المتحف تُذكّرك بأن هذه الأرض وهذا الوطن … لن يُهزم، في الطابق الأول، ستنتظرك لوحات زيتية ضخمة تشتعل ألوانها كالنار فوق أسوار المدينة .. خرائط مجسّمة، أسلحة حقيقية من أرض المعركة، خطابات تهديد من لويس التاسع وردود نارية من المصريين، تماثيل لأبطال من نور: شجرة الدر، توران شاه، بيبرس، والفلاح المصري البسيط الذي حمل فأسه .. فحمل معه تاريخ وطن كام، وعزة هوية لن يمحوها التاريخ.
وفي الأعلى … غرفة واحدة، هادئة، لكنّها تكاد أن تبوح بكل القصص ، فهذه الغرفة هي التي قُيّد فيها لويس التاسع لمدة 22 يومًا، لا تزال كما هي. تمثال بالحجم الطبيعي للملك المنكسر، يجلس مقيدًا على مقعده الأصلي، وخلفه حارسه الطواشي صبيح… وكأنك دخلت مشهدًا من فيلم لا يمكن إعادة تصويره.
هنا انتصرت المنصورة، وهنا سقطت آخر الحملات الصليبية، وهنا كُتبت نهاية أسطورة بدأت بتهديد وانتهت بفدية دفعتها زوجة ملك فرنسا لتحريره.
واليوم، ومع مبادرة "فرحانين بالمتحف الكبير… ولسه متاحف مصر كتير" ، تدعوكم وزارة الثقافة ممثلة في قطاع الفنون التشكيلية التابع له المتحف لزيارة هذه الدار التي لم تكن يومًا مجرد مبنى .. بل درس حيّ في الهوية، والبطولة، والكرامة المصرية.
ننتظركم في متحف المنصورة القومي بشارع بورسعيد – بجوار جامع الموافي – المنصورة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق