كتب/ حسن الشامي : عقدت ندوة "مشكلات التعليم المصري"
في المنتدى الثقافي للاصالة والمعاصرة بقيادة الناقد الأدبي الكبير الدكتور يسري عبد
الغني بحضور نخبة من العلماء والمفكرين والباحثن لبحث مشكلات التعليم فى مصر وسبل مواجهتها،
وكيف ان التعليم الجاد هو السبيل الأنجع لمقاومة الإرهاب ...
وتناولت
الندوة جهود عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين الذى رحل فى 27 اكتوبر قبل 44 عاما،
والذى أطلق مقولته الشهيرة «التعليم كالماء والهواء»، داعيا الى مجانية التعليم قبل
أن يصير وزيرا للمعارف مشترطا لقبوله الوزارة أن يكون أول قرار له مجانية التعليم الثانوى؛
لأنه يرى التعليم السبيل الحقيقى لمواجهة الارهاب وتجفيف منابعه. وفى الندوتين ربط
الضيوف بين رؤية العميد لدور التعليم الصحيح فى بناء الإنسان.
وتساءلت
د. فايزة حلمى الخبيرة التربوية: «لماذا يذهب الطفل إلى معلم المدرسة فى مركز الدروس
الخصوصية بينما لا يتعلم فى المدرسة، وطالبت بأن تكون هناك حصص نفسية لتفريغ الشحنات
السلبية من عقل الطفل، وإعداده لاستقبال الدروس بيقظة وانتباه. وتساءلت عن إلغاء حصص
الأنشطة كالموسيقى والألعاب والاقتصاد المنزلى، ودعت للاهتمام ببناء الإنسان.
ودعت د. جيهان حسن أستاذة الأنثروبولوجيا الثقافية إلى ضرورة تغيير الصورة الذهنية
لمتخرجى التعليم الفنى وربط التعليم بفكرة تنمية المجتمع، وضرورة الاهتمام بتنمية ملكات
الابتكار وتطوير الإبداع، كما دعت إلى المبادرة إلى تحويل الطالب إلى باحث، منبهة إلى
أن هذا هو السبيل.
وحمّل
د. كمال مغيث رئبس المركز القومي للترجمة الحكومة مسؤلية واقع التعليم فى مصر وإهدار
معنى المجانية، منتقدا تصريح وزير التعليم: «مفيش حاجة ببلاش»، مستنكرا صدوره من المسئول
عن التعليم فى مصر، متسائلا: أليس ما تنفقه الدولة على تعليم مواطنيها من أموالهم أصلا،
ضرائب يدفعونها ومؤسسات سيادية وثروة وطنية يمتلكونها؟ هل تخلى النظام عن مبادئ العدالة
وتكافؤ الفرص والعقد الاجتماعى وهى من أسس الدول الحديثة، مقارنا بمواقف الوزير طه
حسين الذى جاب أقاليم مصر فيتسابق الوجهاء لاستضافته فاشترط أن يكون الشاى بـ 1000
جنيه والغداء بخمسة آلاف. وأكد مغيث إذا كانت تكلفة تعليم الفرد 5 آلاف جنيه مثلا فعلى
الدولة أن تنفق على المتعلم هذا المبلغ كاملا لتخرج مواطنا متعلما يفيد مجتمعه.
وعرضت
د. إيلارية عاطف خبيرة المناهج وطرق التدريس للبون الواضح بين المثال والواقع، بين
ما نريد وما نخطط، وما نقول فى الدراسات والأبحاث العلمية والرؤى الفكرية وما يحدث
بالفعل فى الواقع، قائلة: عندنا هياكل ممتازة لكنها شكلية فحسب، ولا جوهر، عندنا مثلا
من الامتحانات صورتها، الورقة والقلم، رغم علمنا أن المهارات تقاس باللحظة، فإننا بعيدون
تماما عن القياس وإن لم نهتم بالتعليم فلن تكون هناك دولة بعد 10 سنوات.
وتعرضت
د. أفكار أحمد زكى أستاذة الأدب الحديث بتربية المنصورة لقضيتين رئيستين؛ احداهما الدروس
الخصوصية كونها تسببت بانهيار اقتصاد الأسرة، وانهيار الأخلاق عامة. والأخرى الانفصام
المستمر بين مخرجات التعليم وسوق العمل، وكل منهما فى واد، داعية إلى ربط التعليم من
المرحلة الاعدادية باحتياجات سوق العمل.
وقدم
الكاتب الصحفى أسامة الألفى كلمة لخص فيها رؤيته لمشكلات التعليم وأسبابها مبديا انزعاجه
من تقرير منظمة اليونسكو الكاشف بالأرقام واقع التعليم المؤلم فى مصر، مشيرا إلى أن
الترجمة الحقيقية له هى «مستقبل أمة فى خطر» ما دام التعليم على حالته الراهنة، ومنبها
الى أننا خلطنا بين مفهومى التعليم والتربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق